Thursday, January 19, 2012

سنجعلها مقبرة لهم

---
يا الله! أنا أعيش وسط دوامة عنصرية تزداد سرعتها كل يوم ، أعايش التلوث السمعي والبصري بمجرد عبوري الشوارع التي تنقلني إلى الأمكنة المعتادة ، يقولون لي أنت محظوظ كونك ناخباً في دائرة الفكر وأردّ أي فكر؟ وأي زمهرير؟ ألا يكفيكم أن ممثل «طالبان» يخرج من بين أيدينا كل انتخابات؟  ألا تكفيكم «سطرة» نواب صندوق العجائب، وهم في مقدمة  “الانبطاحيين”  تارة وعند مقود باص “المؤزمين” تارة أخرى، حرام عليكم ألا تطلبوا لنا الرحمة بسبب رولا؟
إنها والله لقسوة عيون الحسّاد ، لم يعجبهم أن تكون دائرة الفكر المزعوم خالية من “القبيضة” رسمياً على الأقل ، فوجّهوا أشعة الليزر علينا حتى انقلبت الدنيا وتغيرت موازين الطبيعة ، فصارت دائرتنا مجمعاً لأحواض “البذاءة”، وساحة تجارب للأسلحة العنصرية ، وحتى من كانوا “يهرفون” بخطاب الموالاة من “يوم يومهم” وجدوا في الخطاب “الآري” فرصة سانحة لزيادة شعبيتهم بعد أن اكتشف “هتلر” جيشه الكامن في دائرة الفكر المزعوم
الحسّاد انفطرت قلوبهم كمداً كيف تحظى دائرة الفكر المزعوم بكل هذا التنوع من كل شيء دون طغيان فئة على الأخرى مثل بقية الدوائر؟ فسلّط الله علينا واقعاً مريراً تجسد في تبدل أدوار ظريف ومريب في آن ، فالكاتب الكبير الذي لا يقرأ مقالاته غير المصحح المسكين خاضها ، والكاتب الكبير الثاني الذي ينقّط لسانه عسلاً قرّر النضال ضد المد الغوغائي من الفنادق الخمس نجوم ، والمرشحة الاقتصادية “هايدي” تريد أن تكون برلمانية نسخة من “تق متاقق”، ولو نحسبها “صح” لوجدنا أننا أمام قائمة مكتملة لا أحد يسأل من أين مصدر تمويلها؟ ومن يدعمها؟
وهنا يجب أن نسجل أن قوائم “ما تبقى من زمن حاتم” في دائرة الفكر المزعوم وغيرها ليست سوى الحلقة الأخيرة من حياته السياسية التي انتهت بلا رجعة، ولم يتبق لديه سوى الانتقام، فهل نتركه يعود من الشباك بعد أن أخرجناه من الشباك
إنني مدرك أن ما يحصل اليوم في دائرة الفكر المزعوم هو حصاد سنوات عهد التفرقة البائد، والشحن الإعلامي المتواصل ، ورد فعل على نجوم ساحتي العدل والإرادة ، والذين يوجد منهم رأس “الشعبي” ورأسان من “التنمية والإصلاح” ، وليس من سبيل لتفريغ تلك الشحنة الغاضبة “الجاهلة” سوى بانتخاب الأسوأ وليس الأفضل ، وما كشفته بعض استطلاعات الرأي ذات المصداقية العالية مؤشر على أن دائرة الفكر المزعوم تتجه نحو طريق الانتحار ما لم تنتشلها يد الوعي والحكمة يوم التصويت
في الختام أعترف أني ما زلت أقاوم ما يحاول الإعلام المزوّر تصويره لي على أنه أمر واقع لتحقيق الهزيمة من الداخل، وشلّ قوة المقاومة ، وأرد على كل من يهنئني من الحسّاد بفوز قائمة “حاتم” مقدما بالقول: سنجعلها بإذن الله مقبرة سياسية له، ولكل أدواته التي صنعها أو استثمرها لمصلحته ؛ لأن دائرة الفكر المزعوم على خرابها أحسن بكثير من غيرها
الفقرة الأخيرة : مقر “بو أحمد” التاريخي اختطف أول الأمر من روبن هود “الحضر” سليل بيوت الطين الذي خلقنا الله منه، ثم سلّم تلك الغنيمة إلى “هايدي” الأحلام الوردية وكأن شيئا لم يكن، لا بأس خذوا مقر “بو أحمد” وسنأخذ بإذن الله مقعده