Thursday, February 25, 2010

سقوط مكتبة... نهوض الدويسان





 
ما سبق ليس شعرا ولا نثرا، بل هي أولى الكلمات التي تطرأ على بالي كلما قرأت نبأ ترنح مكتبة تحت وطأة العسر المالي أو تحول دار نشر لمحل يبيع  الجواتي  أكرمكم الله

 
***
لدي تقليد في اقتناء الكتب من الكويت أمارسه وحدي على الأغلب كل أسبوعين وأحيانا كل شهر، وهو الذهاب إلى مكتبة 'دار العروبة' في منطقة حولي، وبعد الانتهاء منها أعرج على 'مكتبة العجيري' لأواصل عملية الحفر والبحث عن الكتب الجديدة، وتفحص ما فاتني في الزيارة السابقة، وفي الموعد التالي أقوم بتغيير الوجهة إلى 'دار قرطاس' في السوق الداخلي، وفي نهاية العام أستجمع كل ما لدي من أمل وأذهب إلى معرض الكتاب مرتين: الأولى للمشاركة في التجمع المناهض للتعسف الرقابي، والثانية للحصول على الكتب المهربة من دور النشر التقدمية، وشراء ما فات عيون الرقيب
النابهة لكل عنوان مثير أو صورة ضبابية
في الأسبوع الماضي نكأ خبر حزين جراح ذاكرتي، وهو إغلاق مكتبة 'ميسلون' بدمشق بعد ستين عاما من العمل بسبب ظروفها المالية الصعبة، لأستعيد شريط الأخبار المماثلة في الكويت كإغلاق مكتبة 'وكالة المطبوعات' (تأسست في 1949) ومكتبة 'دار الربيعان' (تأسست 1978) التي أنقذتها الدولة بقبلة الحياة في اللحظات الأخيرة، أما في لبنان فقد أغلقت مكتبة 'رأس بيروت' لصاحبها الدكتور أنطوان غطاس وهو أحد أساتذة الأدب العربي في الجامعة الأميركية في بيروت
وهذه المكتبات ودور النشر ليست سوى عينات من قائمة طويلة لمكتبات ودور نشر تحولت إلى سوبر ماركت أو مطعم فول وفلافل أو محال لبيع الملابس أو الأقراص المدمجة لتريح نفسها من وجع الرأس الناجم من تخلف الرقابة وهمّ الجمارك وأحلام تزايد وعي الناس بأهمية القراءة، وتستبدل كل ذلك الهم بالربح الوفير والطوابير التي لا تنقطع من الزبائن، فلا أحد اليوم وإلى أن تقوم الساعة سيستغني عن «البلعة» أو ستر نفسه بالملابس الجديدة

إن أزمة تراجع القراءة في الكويت والوطن العربي وصلت إلى مستويات تلوث عالية، وعلى ذمة «الطليعة عدد 17 فبراير الماضي» فإن 80 عربيا يقرؤون كتابا واحدا في السنة في مقابل 40 كتابا يقرؤها الإسرائيلي و35 كتابا يقرؤها الأوروبي ، وبعبارة أخرى نحتاج إلى 2800 مواطن عربي لقراءة 35 كتابا!! بذمتكم كيف سنواجه ما يسمى بأعداء الأمة وعقولنا خاوية؟ كيف نستغرب من انتشار الإسفاف في الفن والمسرح والعمل السياسي وأغلبية الخائضين في مجالاتها لم تسحرهم سيرة ذاتية لمن سبقوهم أو خبروا معنى الجدية والقواعد والموضوعية قط؟ بأي حق نستغرب من انتشار الأفكار المتعصبة في المجتمع والبيئة الحاضنة له مفروشة ومحمية ومزودة بكل وسائل الراحة؟
إن المطلوب هنا ليس دعم الدولة للمكتبات الخاصة كما تعود أتباع طائفة «ماما حكومة لحقينا»، ولكن المطلوب هو إحداث بعض التغييرات الجذرية في نظامنا التعليمي «أعلم أني أحلم كثيرا»، مثل زيادة جرعة حصص القراءة وتشجيع الطلبة على ارتياد المكتبة ورصد الجوائز المحفزة لمن تمكن من قراءة ولو كتاب واحد خارج المناهج الدراسية، وليعلم كل الآباء أن القراءة تجر القراءة والعمل يجر العمل تماما مثل النوم والكسل
وأخيرا هناك حلم لدى بعض الناشرين الكويتيين يتلخص في إنشاء سوق للكتاب تجمع فيه كل أو أغلب المكتبات ودور النشر في مكان واحد، منظم وفسيح على شاكلة أسواق المهن المتشابهة، وتأجير هذه المحال على أصحاب تلك المهن بأسعار معقولة على أن يراعى في ذلك السوق وجود مخازن ذات مواصفات خاصة لحماية الكتب من التلف أو الاحتراق، وسوق الكتاب هذا قد لا يساهم كثيرا في وجود قارئ جديد ولكنه بالتأكيد سيعزز من ترابط القارئ المواظب مع المكتبات التي يتعامل معها، وإنني لو اشتريت كل يوم مئة كتاب فلن أستطيع إنقاذ المكتبات المتعثرة

الفقرة الأخيرة : تعاطفت كثيرا مع النائب فيصل الدويسان عندما قوطع وعومل بطريقة غير حضارية في تجمع العقيلة الذي وقف فيه الدويسان كالجبل الأشم أمام الآلاف رافضاً التوقيع على وثيقة الأمر الواقع أو مطالب لجنة الإنقاذ الوطني التي تقضي بإقالة وزيري الداخلية والدفاع على خلفية ما بث في قناة «السور» لأنه كما برر حينها، قد نختلف في السياسة، ولكن نتفق في الكرامة، قبل أيام حط الدويسان دوبه من دوب الموقعين على مطلب إقالة وزير الإعلام والذين هم نفسهم من سيطرحون الثقة به قريبا، مطالبا إياهم بالاستعجال وعدم اللعب بالوقت وتحقيق المطالب الشخصية، وكأنهم هم من رفضوا المطالبة بإقالته من قبل
بصراحة أتمنى من نائبنا الدويسان الثبات في حماسه وألا يكرر ما فعله بعد استجواب وزير الداخلية الأول عندما «قلب» على الوزير، ثم عاد وأعطاه الصوت في جلسة طرح الثقة في الاستجواب الثاني

Thursday, February 18, 2010

العراب يستجوب ومعصومة تستعد


وقد فسر كثيرون تلاشي الحماس النيابي لاستجواب وزير الإعلام - الذي فقد فعلياً التأييد النيابي لبقائه في منصبه- بأنه جاء بسبب رضوخهم للواقع السياسي الجديد الذي فرضته الحكومة مع سياجها النيابي المتين بعد جلسة الاستجوابات الشهيرة، بينما الواقع يؤكد أن مواجهة القروض المنتظرة ليست سوى التفسير الأسهل لأن ما يدور خلف الكواليس غير ذلك، حيث علمنا أن سبب الخدر السياسي المؤقت تجاه استجواب وزير الإعلام محركه المباشر هو رغبة النائب أحمد السعدون لتقديم استجواب إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد على خلفية موضوع الوحدة الوطنية كونه أخصب حقلاً وأجدى نفعاً من تضييع الوقت في مواجهات جانبية
وليس في هذا الخبر مفاجأة كبيرة لو رجعنا إلى كلام السعدون في مهرجان العقيلة نهاية العام الماضي حين زاد فيه على من تحدث قبله من نواب وشخصيات عامة وطلب تقديم ثلاثة استجوابات دفعة واحدة إلى رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والإعلام بدلاً من مطالبة الرئيس بإقالة الخالد والعبدالله
وضمن هذا الإطار من الواضح أن النائبة الدكتورة معصومة المبارك هي أكثر النواب استعداداً لوقوع حل قريب لمجلس الأمة حيث دعت بالأمس القريب- وليس وزارة الداخلية- كل من تنطبق عليهم شروط الانتخاب رجالاً ونساءً ولم يسجل في جداول الناخبين، أن يسارعوا للتسجيل في مختارية مناطقهم قبل نهاية شهر فبراير الحالي وإلا- 'ركزوا معاي'- سيخسر حقه في المشاركة في الانتخابات المقبلة

***
كلما سمعت بأن التجاوزات المالية الفلانية في الوزارة العلانية قد أحليت إلى النيابة العامة قلنا 'سلامات محاسبة'، فقد تعلمنا من التجارب السابقة أن هذا الطريق هو الأقصر للتخلص سياسياً من هذه القضايا بعد أن تسلم أوراقها خالية من الدسم ليطويها النسيان أو تحفظ لعدم كفاية الأدلة
آخر من انضم إلى نادي 'سلامات محاسبة' هي النائبة رولا دشتي التي علقت على ما أثير من وجود تجاوزات في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بالقول: 'لقد شبعنا من أسطوانة أحلنا المفسدين والمتجاوزين إلى النيابة، وعلى الوزير البصيري استخدام صلاحياته دون مجاملة واتخاذ إجراءات إدارية حاسمة تجاه المتجاوزين في الكويتية '، بصراحة لا أستطيع إخفاء إعجابي بهذا الموقف الذي أعلنته دشتي، كما لا أستطيع أيضاً إخفاء ملاحظاتي عليه، فمن حيث المبدأ فإن الإحالة للنيابة العامة إجراء لا يستهان بضرورته إذا ما قدم متضمناً معلومات واضحة وأسماء صريحة لمن يتحملون المسؤولية المباشرة عن التجاوزات، وقد مرت النائبة رولا دشتي بتجربتين متلاحقتين مع استجواب وزير الداخلية، الأولى قد نعذرها فيها ونقول 'أنقص عليها'، ولكن ماذا نقول عن المرة الثانية؟ بعد أن ثبت فيها أن قضية اللوحات دخلت نفق 'سلامات محاسبة'، وستبقى فيه إلى ما شاء الله، وبهذه المناسبة أتمنى من النائبة أن توجه سؤالاً إلى وزير الداخلية تستفسر عن مسار القضية وأين وصلت؟
الملاحظة الثانية التي أود أن تأخذها النائبة بعين الاعتبار وهي أن الجرأة الحكومية على الإحالة الشكلية للنيابة العامة، لم تنبع من فراغ ولكنها جاءت من التسابق والاندفاع النيابي لتأييد الحكومة في الطالعة والنازلة، وانكشاف رغبتهم في إكمال مجلس الأمة لعمره الافتراضي بأي صورة كانت، وليس من أجل دفع عجلة التنمية ' الفاشة ' ولكن من اجل الحفاظ على بقائهم ليس أكثر
الملاحظة الأخيرة هي ضرورة أن تولي دشتي بحكم خبرتها الاقتصادية الواسعة ملف تخصيص الكويتية، اهتماما خاصا لأسباب عدة في مقدمتها أنه أول مؤشر لقياس جدية الحكومة في تطبيق خطة التنمية، ولضمان بيع تلك الشركة بأفضل الأسعار وأخيراً ملاحقة المفسدين الذين ينوون الهرب قبل دخول الشركة في حوزة القطاع الخاص

الفقرة الأخيرة : وصلتني رسائل نصية عدة أرسلتها لجنة إزالة الأشجار قرأتها أول مرة على النحو التالي: 'ليش نتغدى.. والناس تتعشى' ثم أعدت القراءة فوجدتها 'ليش نتعدى.. والناس تتأذى'، وقد حاولت الرد على الرسالة فرجعت لي مرفوضة مثل كل محاولات من يريدون الإصلاح ما استطاعوا فلم أجد غير نشرها في هذا المكان: إن غياب تطبيق القانون لعقود هو من جعل الكويت غابة من أشجار الفوضى والتسيب والفساد وتحيط بها بساتين من أزهار الواسطة بكل ألوانها، فهل تقدرون على إزالة الغابة والبساتين؟ حاولوا

Monday, February 15, 2010

رأي مضاوي الرشيد بعد منعها من الكويت

---
الخبر الثاني هو رأي الرشيد في منعها من دخول الكويت والذي نشرته في جريدة القدس العربي في مقال هذا نصه


ان يتجرع الانسان قهوة صباحية طبخت على محماس سعودي اسود ليس بالغريب في عصر الهيمنة السعودية على دول الخليج ومنها الكويت صاحبة الديمقراطية الناشئة
بدأت قصة القهوة الصباحية عندما تقدمت جمعيتان مدنيتان كويتيتان لنا بدعوة للمشاركة في مؤتمر مغلق وأخرى لتقديم محاضرة تنظمها جمعية المرأة للتنمية.
وبعد تردد من طرفنا قبلنا الدعوة شرط ان ترافقها تأشيرة دخول الى الكويت وبطاقة دعوة رسمية من احدى الجمعيات. وبالفعل وصلت تأشيرة رقم 112032184 لنشد الرحال الى بلد لم نزره من قبل



وتم الاعلان عن محاضرة سنلقيها تحت عنوان 'الاصلاح السياسي المعلق في الوطن العربي' وما هي الا ساعات معدودة حتى استفقنا على خبر سحب التأشيرة والذي جاء عن طريق البريد الالكتروني ليزف لنا الاعتذار لان اجهزة الامن الكويتية قد تراجعت عن تأشيرتها ولم تعط اي سبب سوى علاقات السعودية بالكويت وخوف الاخيرة من غضب الشقيقة الكبرى
وكأن الكويت هي المنطقة الخامسة عشرة (وليس التاسعة عشرة) في التصنيف الاداري السعودي
 ضحكنا ونحن نرتشف هذه القهوة الصباحية ولكننا حزنا على صفعة آل صباح لمجتمعهم المدني  وفعالياته التي نفتخر بانجازها ونضالها الطويل ونعتبره مثالا حيا لحراك اجتماعي قديم سبق عصر النفط وتبعاته. ضحكنا على التاريخ وتقلباته واستعرضنا كيف احتضن الكويت التيه السعودي بعد ترحاله في صحارى الربع الخالي حيث جاءهم هذا التيه يبحث عن ملاذ من تقلب السياسة في داخل نجد حينها فقوبل بحسن الضيافة بالاضافة الى بطاقة تعارف مع السير بيرسي كوكس ومعاش شهري استمر لعدة اعوام ، ومن ثم تغير الحال وانقلب الوضع واذا بالتائه يعود ليهدد الحدود ويغزو المدينة ومن ثم تم بناء سورها لصد هجمات مرتقبة حينها
ولم ينته شريط التاريخ عند هذا بل هي سلسلة طويلة كان آخرها التيه الكويتي الذي هاجر الى المصيف الحجازي زعم البعض انه ملاذ آمن لاستعادة وطن فتم تسديد دين مطلع القرن العشرين عام 1991 ولكن ذلك لم يردع الشقيقة الكبرى لان تختطف التجربة الديمقراطية الكويتية وما الغاء زيارتنا للكويت الا دليل قاطع على تبعية لم تستطع الكويت ان تتملص منها



لقد اصبح الخطر السعودي على دول الخليج متمثلا في تبعية وهيمنة واضحة وصريحة. وقد فقدت الكويت كما فقدت جارتها البحرينية والدول الاخرى في المنطقة قرارها المستقل  ومن مصلحة السعودية ان تخنق التجربة الديمقراطية الكويتية قبل ان تكتمل وهي تسعد بكل ازمة بين الحكومة والبرلمان الكويتي لتعطي شعبها وشعوب المنطقة دروسا في فشل التجارب الديمقراطية وان استطاعت ان تلغي محاضرة وتقمع حرية الرأي والتجمع والتنظيم في مجتمع كالمجتمع الكويتي فتكون قد اثبتت سيطرتها ليس فقط على مجتمعها الضعيف بل على اقوى المجتمعات الخليجية قدرة على التنظيم واقدمها في الحراك السياسي
لقد احكم الاخطبوط السعودي قبضته على الكويت وغيرها رغم ان هذا البلد قوي اقتصاديا واجتماعيا وله باع طويل في الممارسة السياسية. وتستغل السعودية اليوم الخطر الايراني لتخيف به دول الخليج الصغيرة حيث تصبح السعودية سند ظهرهم

 ولكنهم يعلمون انهم والسعودية معا لن يستطيعوا ان يقفوا في وجه حرب مع ايران وان وجدوا انفسهم بين فكي كماشة الا ان القرار المستقل والسيادة على ارضهم هما وحدهما ما يكفلان الانزلاق في مخاطر المواقف السعودية. ان قوة اي نظام تكمن في قاعدته الشعبية ومؤسساته المستقلة وليس بالارتماء في احضان نظام يهترئ داخليا بسبب تعدد رؤوسه وتطاحن اجهزته مما عطل مشاريع كثيرة وجعل من هذا النظام اضحوكة العالم العربي والاسلامي



سيعلم المجتمع الكويتي بكافة اطيافه وتياراته مدى ارتماء نظامهم في احضان الشقيقة الكبرى ومدى تهديد هذا الارتماء على منجزاتهم وحقوقهم التي اتت كنتيجة تراكمية لحراكهم السياسي ونضالهم وضغطهم المستمر على قيادة لو قدر لها ان تقمعهم لما قصرت تماما كما تفعل الشقيقة مع شعبها
 ستسجل فعاليات المجتمع المدني الكويتي في ذاكرة جمعياته مدى تكالب وتكاتف قوى الشر على انجازها والذي تأمل السعودية ان يدفن كي لا تنفتح عليهم ابواب قد يصعب اغلاقها



وكلما انهارت تجربة ديمقراطية ناشئة في العالم العربي سترقص السعودية فرحا وكلما تقلصت مساحات الحرية والحقوق سيتحول النشاز السعودي الحالي الى واقع طبيعي في محيط تدهورت فيه الحريات حسب تقارير عربية وعالمية. ستظل السعودية تراقب ديمقراطية الكويت الناشئة وترتجف خوفا من تداعياتها في المحيط الخليجي القريب



لقد وفرت علينا عملية الغاء تأشيرة الدخول جهدا كبيرا لم نكن ولن نكن يوما ما اهلا له. اذ ان قلمنا يأبى ان يؤجر او يستثمر او يقطع حبره على مذبحة الرقيب فهو حبر لا يدعو للارهاب او التفرقة الطائفية او يتعدى على الذات الالهية حتى يمنع من دخول الكويت كما حصل في حالات سابقة
 وحبرنا لا يشخصن الموضوعات ولا يطعن في المقدسات بل هو حبر يرفض التبعية والعبودية ويطمح لمستقبل افضل  وهذا ما يخيف السعودية وجارتها. يبقى النظام السعودي رهينا لهواجسه ومخاوفه من الفكر الحر الذي لم يستطع ان يستقطبه او يشتريه ففي عصر العولمة من الصعب خنق الفكر والكلمة. وقد ينتصر النظام السعودي على الارهاب ولكنه لن يستطيع الانتصار على الفكر
 ومن الطبيعي ان يجاهد في سبيل اخماده فيمنع الكتب والمقالات ويحجب الوجه لكنه لن ينجح في الحجر على شعبه وقدرته على التواصل والاتصال. ومهما ضغط على الكويت الا ان ارادة اهله ستنتصر وسيسطرون مواقفهم ويحققون احلامهم في اطار دولة مستقلة ذات سيادة على ارضها لا تأتمر بأوامر الرياض



ستدفع الكويت وديمقراطيتها الناشئة ثمنا باهظا نتيجة الخطر السعودي وستظل رهينة الارادة السعودية لان هذه الارادة ترفض ان يقوى المجتمع المدني ويصبح سلطة قادرة على وقف تجاوز السلطة وانتهاكاتها وتبذيرها وسريتها وفسادها وان كان البرلمان الكويتي قد وقف في الماضي في وجه التعديات وعمليات التحجيم والاستقطاب فهذا شرف له وعلم نرفعه في وجه مجالسنا المعينة. وسيظل مصدر الهام للكثيرين في المنطقة ورغم ان مسيرته قد تبدو صعبة وعسيرة الا انه قد بدأ المشوار في حين ظلت عيون المنطقة تدمع على وضعها المزري وتخلفها عن مسيرة الشعوب المجاورة. وسيكثر المتربصون بهذه التجربة الفريدة في محيطها وسيقوضونها عند اقرب فرصة لانها تعريهم وتعري خطابهم الذي يزعم ان ديننا وثقافتنا يتعارضان مع ابسط الحقوق واهمها حق المجتمع في صياغة قراره ومشاركته السياسية واحترام حقوقه الفردية والمدنية



سيعلم احرار الكويت ان تجربتهم مستهدفة ليس فقط في الداخل وانما من قبل الشقيقة الكبرى والتي تصب مصلحتها في اجهاض تجربتهم والتركيز على سلبياتها وزلاتها لانها تخاف التجربة وتخشى من تفشيها وتبنيها كمطلب شرعي في الداخل السعودي
 نحمد الله اننا لم نأت لنتجرع القهوة الصباحية بل هي اتت الينا ولم نشد الرحال تزلفا او تملقا او طمعا في منصب او ملجأ او استنهاضا لطائفة او قبيلة. وانما لو قدر لنا ان نزور هذا البلد لاتينا ببضع وريقات وحبر حر وهذا ما اخاف وأرعب من تعاون على الاثم والعدوان وآثر الخنوع والرضوخ لمشيئة نظام لم يبق منه سوى البهرجة الاعلامية وعمليات التضليل القائمة على قدم وساق في قاعات الحوار وصنع القرار. لقد لوث المحماس السعودي القهوة الصباحية والخاسر الاكبر هو احرار الكويت فتحية لهم ولنضالهم

Thursday, February 11, 2010

جوهر وزواج القردين بوبو و لوزة

النائب الدكتور حسن جوهر يمثل الأمة منذ نجاحه الباهر في انتخابات 1996 في الدائرة الثامنة (مشرف وبيان)، أو ما كانت تعرف بدائرة المثقفين ، ومنذ تلك السنة حتى آخر انتخابات ، وهو يواصل نجاحه دون توقف ، قبل سنوات عدة سأل النائب المخضرم أحمد السعدون عن مرسوم إنشاء غرفة تجارة وصناعة الكويت ، وكان جوهر موجودا ولم يعلق ، وقبل فترة وجيزة تحدث السعدون في نفس الموضوع ورد على من هاجموه ، كاشفاً أن زميله النائب عدنان عبدالصمد هو أول من فتح سيرة الوضع القانوني لغرفة التجارة والصناعة ، مما يعني أن هناك طابورا سبق جوهر الذي واصل صمته عن الغرفة وقانونها ، وانشغل حتى يوم أمس في ملاحقة وزراء التربية الواحد تلو الآخر، وحامياً لزمرة الزاعقين من بعض أساتذة الجامعة الذين أصبحوا اليوم آية في الوداعة واللطف والظرف بعد أن نالوا مرادهم


Thursday, February 4, 2010

نادي الاستقلال ومأدبة البراك

شهد عام 1976 ما عرف آنذاك بإجراءات رمضان التي استهدفت ضرب الحياة الديمقراطية في الكويت، وتمثلت بحل مجلس الأمة وتعليق مواد الدستور المتعلقة بالمشاركة الشعبية في الحكم، وفرض الرقابة على الصحافة وحل مجالس إدارات كل الجمعيات والنوادي التي اعترضت على تلك الإجراءات، ومن بينها نادي الاستقلال
ودارت الأيام وتبدلت الأبدان وتقلبت الأحداث، عدل فيها النظام بعد خمس سنوات عن تلك الإجراءات بعد أن فتت الدوائر الانتخابية من 10 إلى 25 دائرة بغية زرع بذور ما نحصده اليوم من تباغض فئوي غير مسبوق، ثم عدنا من جديد في 1986 للدخول في نفس النفق المظلم وبنيّة صادقة للاستمرار فيه إلى أن حلت كارثة الغزو، وينفضّ مولد مجلس السيرك الوثني، وأخيرا عادت الكويت بعد التحرير إلى جادة الصواب الديمقراطي وانتهت حقبة الانقلاب على الدستور إلى غير رجعة
كل ما سبق وفوقه خطوات إصلاحية مشهودة مثل المشاركة الكاملة للمرأة في العملية السياسية، وتعديل نظام الدوائر الانتخابية إلى خمس دوائر، وفتح باب الترخيص للصحف وجمعيات النفع العام الجديدة، لم تحرك ساكنا في ملف تصفية نادي الاستقلال الذي ظل هو الورقة الأخيرة في ملف إجراءات رمضان، بعد إحياء الجمعية الثقافية الاجتماعية العام الماضي ضمن حسنات شهر عسل تحالف الحكومة مع التيار الشيعي السياسي الذي أحسن كيف يستخلص من حكومتنا الإصلاحية بعض المكاسب، في مقابل غياب مطلب عودة نادي الاستقلال عن أجندة ممثلي التيار الوطني الديمقراطي نوابا ووزراء، حتى في أكثر مراحل تقاربهم مع الحكومة

إن عودة نادي الاستقلال لن تكون هي العصا السحرية لحل مشاكلنا، ولكنها ستعيد إلى الساحة السياسية والفكرية شيئا من توازنها، بعدما شملت الحكومات المتعاقبة برعايتها أصحاب وتيارات الأطروحات المتعصبة التي نفّرت الناس من الديمقراطية وثقافة التسامح والقبول بالرأي الآخر، كما أن إعادة طرح هذا المطلب عمليا ستكشف للنواب الوطنيين وزنهم الحقيقي لدى الحكومة الإصلاحية، ومدى تجاوز عقليتها المتوارثة لعقدة الانتقام من الدستور وكل الناس الذين ساهموا في وضعه، كما قال آخر رئيس لنادي الاستقلال الأستاذ أحمد النفيسي
ما طرحناه لم يكن تنفيسا أو تفاعلا مع تصريحات النائب المخضرم أحمد السعدون المطالبة بعودة نادي الاستقلال، بل هو تمهيد لمبادرة أدعو فيها إلى إحياء نادي الاستقلال وتشكيل فريق عمل يتابع ملف الإشهار من الصفر، بعد تأكيد وزير الشؤون السابق بدر الدويلة خلو وزارته من طلب مكتوب يخص إحياء ذلك النادي، وإن تلك الخطوة لن تكون ميسرة طالما لم تؤخذ على محمل الجد والمؤازرة والفزعة الديمقراطية، فاليد الواحدة لا تصفق؟
---
* عتبي على النائب مسلم البراك شديد جدا بعد أن تعامل مع جولة عادية انتصر فيها دون عناء بصورة مبالغ فيها، وهو الذي أطاح بوزراء وحكومات لو كان قد دعا الناس إلى غداء أو عشاء على مجد إبعادهم لكان الأمر مقبولاً نسبيا، ولكن إقامة غداء في مجلس الأمة من حساب قضية رأي أعطى هذه الدعوة دلالات سلبية من النوع الذي لا يُمحى وسيستخدم ضد صاحب الدعوة طويلاً
---
* قاعة الاحتفالات الكبرى في مجلس الأمة لم تستخدم للمرة الأولى لأمور شخصية من قبل النائب مسلم البراك، فقد سبقه نائبان نظما مهرجانا خطابيا لمؤازرة مجاهدي تنظيم القاعدة المحاصرين في الفلوجة بتاريخ 13 إبريل 2004 في نفس القاعة، ويومها لم يعترض أحد ولم يتحول هذا الحدث إلى قضية، ورسالتي إلى الأمانة العامة لمجلس الأمة: «الحقوا على قاعات مجلس الأمة ونظموا التجمع فيها قبل أن تصبح قاعات أفراح أو ساحة لبطولات الكوت بوستة»
---
الفقرة الأخيرة: ستقف الكويت يوم السبت القادم على منصة المساءلة الدولية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتفتح معها قضايا البدون والمرأة والعمالة وغيرها، والخطوات التي اتخذتها الحكومة الكويتية لمعالجتها، وبقدر ما تمثله هذه المناسبة من أهمية إلا أنها في النهاية خاضعة للمجاملات التي تتسم بها منظمات الدول والاختبار الحقيقي قادم مع التقرير الأميركي عن حقوق عديمي الجنسية، فهل ستنفعنا التقارير التي يعدها موظفون بيروقراطيون في تخفيف حدة الضغط الأميركي علينا؟