Thursday, July 29, 2010

عندما نعطي خدنا الأيسر إلى كوبا


التاريخ بطبيعته جامد من حيث أحداثه، أما من ناحية آثاره فقد تمتد إلى قرون
وقرون تبعا لحجم الحدث، فذكرى الاحتلال العسكري مثلا لا تسقط بالتقادم، في حين أن الخلافات الحدودية تذوب فور حلها، أما السياسة فهي كلاعبة الجمباز تركض، وتقفز تتلوى، وتتمدد وتنكمش، وجميع شعوب الأرض تحرص على إبعاد لاعبة الجمباز عن الرقص فوق أوراق التاريخ لأنها مقدسة ولا تقبل التحريف أو التهوين

كل الدول والشعوب لا تنسى انتصاراتها وانتكاساتها وما تراه حقا مسلوبا لا بد من استرجاعه يوما ما، فالأميركيون مازالوا يتذكرون غزوة 'بيرل هاربر' بعد بعد 65 سنة، وفرنسا لم تتوقف عن احتفالها الرسمي بذكرى نزول قوات التحالف على شواطئ النورماندي لتحريرها من الاحتلال النازي، والصهاينة إلى اليوم ينفخون في نار المحرقة ويرهبون كل من ينكرها، والأرمن مازالوا يطالبون الأتراك بالاعتذار عن المذابح التي ارتكبوها بحقهم بداية القرن الماضي، والمغرب مازال متمسكا بأحقيته في استرداد 'سبتة' و'مليلة' المحتلتين من قبل إسبانيا، وسورية لم تنس جولانها المحتل، ولبنان لم يشبع من 'شبعا'، والشعوب الأصلية في دول أميركا اللاتينية لم تهدأ لما حل بها من قتل وتهجير وسخرة على يد الإسبانيين والبرتغاليين إلا بعد أن إعلان الفاتيكان الاعتذار كونه المحرض الأساسي لكل ما وقع بهدف نشر المسيحية في العالم الجديد

 
أما نحن في الكويت فحقنا في استذكار تاريخنا مصادر داخليا وخارجيا، لأن ما سيأتي في الأسطر التالية متهم من قبل كتّاب الحكومة ومرافقيها في الحل والترحال بالغرق العاطفي والقصور في فهم أبعاد السياسة الخارجية الكويتية لزرقاء اليمامة!! كما أن مناهجنا الدراسية لم تحرص على تغذية ذاكرة الأجيال الجديدة بما حصل في 2 أغسطس، وكأن الكارثة حلت في بلد آخر، أما خارجيا فأغلب الدول العربية تتململ من ذكرى الغزو وبعضها يحملنا مسؤولية جلب القوات الأجنبية إلى منطقة الخليج وكل ما يحصل في العراق، وكأن الكويت هي من احتل العراق وليس العكس، بصراحة أنا لا ألومهم لأن البعض من أبناء وطني يردد مثل هذا الإفك

 
ليست هذه المرة ولن تكون الأخيرة التي نمد فيها يدنا إلى من جاهر بعداوتنا وآخرهم كوبا، والسؤال: ما حاجتنا إلى أن ندير خدنا لدولة ناصبتنا العداء مثل كوبا عندما كانت عضوا غير دائم في مجلس الأمن؟ هل صدر منها ما يعكس تحولا في مواقفها عن الفترة المظلمة السابقة؟ لا أظن

 
إننا نتفهم حدوث بعض التقارب البارد مع من لا يستحق، ولكن كيف نهضم زيارة كبار مسؤولينا إلى نظام 'هافانا' الذي لم يتغير في منابع قراره السياسي في شيء يذكر؟ وكيف نقبل منحهم قرضا يروي ظمأ ثلث شعبهم وحكومتهم رفضت القرار الحاسم في تحرير الكويت رقم (678) الذي أعطى الإذن لدول التحالف باستخدام القوة العسكرية؟ وبلغة المصالح الدولية ما وزن كوبا الاقتصادي أو السياسي حتى نعين فيها سفيرا مقيما؟

 
لدي سؤال أخير: بأي وسيلة سيفهم الآخرون، في أي قضية مستقبلا، أن الوقوف ضدنا لن يعني تأثر علاقاتهم معنا لأننا نرأس منظمة طيبون بلا حدود الدولية؟... 'حسافة' ضيعنا ورقة السياسة وسنضيع قريبا ورقة التاريخ

 
الفقرة الأخيرة : لن أستغرب أن يكون الهدف الأصلي من زيارة كوبا منها هو شراء التبغ من بلد المنبع

Thursday, July 22, 2010

هجرة سعد الفرج



***
العطلة الصيفية لعبت دورها في تفويت الانتباه لخبر مهم وهو عرض مسرحية 'حيال بو طير' في لبنان، وبالأصح هجرة أول مسرحية كويتية من 'برودواي' الخليج سابقا إلى فضاء أرحب يستوعب الحجم الحقيقي للإبداع الكويتي، وحيال بوطير مسرحية من بطولة الفنان الكبير سعد الفرج، وإخراج المبدع الشاب سليمان البسام، وتعريب وتكويت الكاتب الزميل جعفر رجب كون ذلك العمل يعود للكاتب العالمي موليير الذي كتب 'تارتوف'، أو الحيال الذي تحول لحيال بوطير
وأعيد لمن لم يستوعب الفكرة مسرحية 'حيال بوطير' لم تنتقل إلى لبنان بعد أن قدمت عروضها في الكويت كحال العروض المسرحية الأخرى، بل فتحت أول ستارة لها في بيروت، والسائح الكويتي هناك سيشاهدها لمدة شهر كامل قبل الجمهور الكويتي المتنعم بمسرحيات ' طع ويهك... طع شكلك

ما زلت أتذكر كيف عبث مقص الرقيب بالتسلسل الزمني لمسرحية 'سنطرون بنطرون' عام 1999، يومها غضبت على أبطال العمل ومنهم سعد الفرج قبولهم عرض المسرحية مشوهة بالصورة التي خرجت فيها، وقلت طالما أن المسرح الجاد ممنوع في الكويت فلماذا لا يحلق الرواد مثل عبدالحسين عبدالرضا والمؤلف عبدالأمير التركي في سماء تعرف قيمة أعمالهم؟ الجواب مع الأسف هو أن هؤلاء الرواد لا يحبذون المجازفة بخسارة علاقاتهم مع كبار المسؤولين رغم تردي أوضاع المسرح والرقابة أكثر من أي وقت مضى، كما أن الرعاية الأبوية التي كان بعض المسؤولين يغدقونها عليهم ذهبت معهم إلى العالم الآخر، واليوم وصلت الحال بالرواد أن 'يصفوا' بالدور مع المنتجين الكومبارس ومهندسي تجميع اللحوم الرخيصة أمام موظف بيروقراطي جاهل لتقييم أعمالهم، ومع تزايد قائمة الممنوعات والمحاذير فلن يجاز بطبيعة الحال سوى ما يتلف الذوق ويخدر الوعي
إن خطوة الفرج والبسام وكل من معهما خطوة تقدمية يشكرون عليها لصون كرامة النص من ابتذال صاحب المقص، خطوة حررت لساننا لندافع عن ذلك التحرك النوعي الذي أعلن فيه أهل 'الكار' أن زمن الرقابة التعسفية قد ولى، وبدأت أولى خطوات رفض واقع الإهمال والتهميش للدور التنويري للمسرح كرافعة مهمة في نشر الوعي بين الناس
إن للكويت لمن لا يعرف جذورا ضاربة في عالم المسرح بدأت بشهادة المرحوم خالد سعود الزيد بعرض أول مسرحية في عام 1922، وفي شهادة أخرى يسجل الكاتب المسرحي محبوب العبدالله أن أول مسرحية في الكويت عرضت في المدرسة المباركية، وهي مجنون ليلى في عام 1938، ورغم الاختلاف بين الشهادتين فمن المؤكد أن عمر المسرح لدينا تجاوز السبعين عاما، وهو ما يعكس حجم الوعي المبكر والانفتاح الكبير في المجتمع الكويتي على الفنون فأين وصلنا اليوم؟

يا أهل الأعمال الفنية الجادة نتأمل منكم خطوات مماثلة لحيال بوطير حتى تقلبوا الطاولة على من أرادكم نسخا مكررة للتفاهة

 
الفقرة الأخيرة : بلغ الوعي يوما في الجمهور الكويتي درجة عالية بدليل تفاعله مع مسرحيات ناطقة باللغة العربية مثل 'علي جناح التبريزي' و'حفلة على الخازوق'

Thursday, July 15, 2010

نــــداء استغاثة

يا دكتور ساجد أنت عاقد النية على عدم التوقيع، وهذا من حقك ولكن لا تستكثر علينا حقنا في التضامن المبدئي مع أحد من أبناء بلدك الصالحين

 
***
عذرا أيها السادة، فقد جفت الكأس من الماء، ولم يعد للنصف الممتلئ وجود بعد أن شفط هو الآخر بمصاصة عهد الإصلاح و'بخّ' في وجوهنا مثلما 'ينفث راعي الأوتي الماء على الملابس قبل كيها'، والأدهى أنه في أثناء عملية 'البخ' يشمت فينا الإصلاحيون 'تبون الديمقراطية هاكم'، وآخر من 'بخ' في وجهه كاتب مخضرم ردد 'ما كانت الهقوة' مرتين متتاليتين، وكأنه اكتشف للتو أن الاستجارة بالنار لا تختلف كثيرا عن الرمضاء، وقبله بقليل نائبات نون النون، حين اكتشفن في لحظة الحقيقة أنهن لسن أكثر من 'دعاميات' سياسية تستبدل بعد كل حادث

إنه زمن أصبحت فيه الشكوى نقيصة، والتذمر خطيئة، والنقد خيانة للوطن، وبثا لأخبار كاذبة عنه في الخارج، والحجة جاهزة أنتم ترفلون بخير ونعمة يحسدكم عليها العالم فلماذا 'ما تصيرون أوادم؟' وتمشون على أربع في طوابير 'حي على النفاق' وتهمسون برفق أغنية 'ما يختلف فيك رايين مهما اختلف راي عن راي'؟!

إنه زمن يستأذن فيه القانون قبل أن يأخذ مجراه، وتتنمر فيه العين الساهرة على العين الدامعة، ويسعر 'الضنى' المفروم بعجلات الاستهتار كأنه قطعة أثاث... ألم تسمعوا أن 'الضنى غالي'؟

إنه زمن تتمنى فيه الحريات العامة المنتهكة أو نادي الاستقلال لو تغلفا بجلدة كرة قدم حتى يهب لنصرتها نواطير الرياضة، ونواب ورثة التيار الوطني، إنه زمن فُضّت فيه بكارة الببغاء التي لطالما صدعتنا وهي تردد 'الكويت خالية من سجناء الرأي... الكويت خالية من سجناء الرأي'. اليوم هذه الببغاء كسرت عينها وبلعت لسانها
إنه زمن تقلبت فيه القلوب وزاغت الأبصار بعد أن تحول فيه المحامي النزيه 'مصطفى بطاطا' إلى زمار في النهار، وطبّال بالليل، والصحافي الأفاق 'محفوظ عجب' إلى مدرس يعلم الأجيال مقررات النزاهة والالتزام، والمعلمة 'فضة المعداوي' بطلة مسابقات الردح الثقيل إلى داعية لحقوق المرأة وصاحبة الرؤية الثاقبة.
إنه زمن راسبوتين الكذاب والدمى التجارية والأقلام الحذائية، إنه زمن أصبح فيه العيارون والمنافقون والمطاريش مرجعية سياسية! فإلى متى ننتظر ونترجى قدوم عصر النهضة، ووثبة الفهد؟ سحقاً فالعمر 'طق' الأربعين فماذا أنتظر غير الأقدار؟
لقد أهداني شيخ المتشائمين الزميل فهد البسام 'دربيلا' كي أبحث له عن الإصلاح، فقلت بحثت عنه قبلك في مرصد العجيري فلم أجد غير مجسمات لمشاريع تباع كبيوت باربي، و'حاوي' يقف بجانب خزائن مشرعة الأبواب، ومليئة بالنفائس يغلق الباب ويفتحه من جديد فلا أجد النفائس... لقد اختفت

عودة على ذي بدء، عذرا لقد تبلل وجهي بالماء من يأخذ مكاني؟
الفقرة الأخيرة: نحن الفقراء أبناء الفقراء أحفاد الفقراء نقول الكويت مازالت جميلة استعدوا للأجمل

Thursday, July 8, 2010

خالد الفضالة والشامتون


ما دفعني لقول ذلك هو التوقيت السيئ الذي اختاره بعض الزملاء للتشنيع بمواقف التحالف بكل ما فيه من مكونات، لأنه لم يكن حاضرا في خندق الدفاع عن قضية سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم، الذي لم يفصل موعد الإفراج عنه وصدور حكم الحبس بحق أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي الصديق خالد الفضالة سوى أيام معدودات، وأنا أعلم جيدا أن الأمر لم يصل إلى مرحلة الظاهرة المنظمة، ولكن يكفيني مقال واحد مثل مقال الزميل عبدالهادي الجميل في 'عالم اليوم' يوم الأحد الماضي حتى أستشعر أجواء التفكير السائد داخل أوساط التكتل الشعبي وتذمرها، لعدم تفاعل نفس الوجوه في 'النزهة'، عندما كانت الحشود تتجمع في الأندلس والعقيلة والشهداء من أجل نفس القضية، ولكن مع شخص آخر هو محمد عبدالقادر الجاسم

كما قلت يكفيني مقال واحد حتى أعرف أين تتجه البوصلة؟ وقد نقل لي أكثر من شخص مقرب نفس الأجواء الناقدة والشامتة في مواقع أخرى داخل مكعبات التيار الوطني الديمقراطي المبعثرة ولكنها لم تخرج إلى العلن، وهو ما اعتبرته خيرا طالما أنه مصفد في قعر النفوس.

ولكن مقال الزميل الجميل نبهني إلى خطورة أن يتكرر نفس الموضوع في أماكن ومواقع أخرى لتضيع القضية الرئيسة، وهي التضامن مع السجين السياسي خالد الفضالة، وندخل في سجالات الرد والتوضيح حول فلان حضر وعلان ما حضر

هذا النوع من السجال العقيم لا يورث سوى الكره والتباغض وتقليل مساحات التفاهم المشترك، لأنه بحر لا نهاية له، خصوصا عندما تتشابك الخصومات السياسية مع القضايا الإنسانية، والتي لو أردنا الدخول فيها لقلت مثلا: أين النائب المخضرم أحمد السعدون عن التجمعات التضامنية مع محمد الجاسم؟ وأين عراب الشعبي عن المهرجانات المتلاحقة في مقر التحالف بالنزهة للتضامن مع خالد الفضالة؟

أيها الأصدقاء لقد اعتدت منذ قضية الدكتور أحمد البغدادي قبل أكثر من عشر سنوات، أي قبل أن يظهر التكتل الشعبي، ولا التنظيمات السياسية والمدنية التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية، ألا ألتفت إلى من حضر ومن تخلف، لأن همي مركز على استثمار كل طاقة تريد الدفاع عن الحريات العامة أو الانخراط في تحرك يخدم القضية، فتلك الطريقة هي خير درس نلقنه لمن يتعامل مع تلك القضايا النبيلة بانتقائية، وهذه المواقف مدرسة يتعلم منها المجتمع المبادئ الأصيلة للممارسة الديمقراطية

لقد بذل الصديق خالد الفضالة وزملاؤه جهدا كبيرا في كسر خرافة المناطق الداخلية والخارجية، التي يحاول من يريد تقسيم المجتمع وإضعافه تكريسها، ونقل صوت التحالف الوطني الديمقراطي، أو صوت الحضر لمن يعشق هذه النبرة، إلى معاقل المعارضة في تلك المناطق، ولم يتأخروا عن مؤزارة القضايا الشعبية أو نصرة الوطن في ندوة 'إنقاذ الوطن' بالعقيلة، فهل كثير على خالد أن ' نتسامى فوق جراحنا ' كما قال معلمنا الكبير الدكتور أحمد الخطيب كي نطوف هاليومين على خير، ونؤجل لأجله وقت التشفي و'التنغز' فلكل وقت أذان؟ فلمَ العجلة؟

الفقرة الأخيرة : لي الشرف أني عملت مع الجميع، ولن أتأخر في مؤازرة من أختلف معهم قبل من يحملون نفس أفكاري وتوجهاتي

Thursday, July 1, 2010

الحياد المذهبي وجامعة ملالي الكويت

لم يكشف صراع المناهج الطائفي أخيرا أكثر مما هو معروف، فوزارة التربية ومناهجها رهينتان قديمتان لدى الإخوان المسلمين، والحكومات المتعاقبة يسرت الانتشار الإيماني على غرار التجربة الساداتية الفاشلة داخل المؤسسات التربوية وغيرها، حتى تتنفس الأجيال الجديدة أجواء طاعة أولي الأمر مع غض الطرف عن الخارجين منهم على نظام الدولة وقوانينها، إذن ما الجديد؟ وهل دفاع جمعيات الدفع الرباعي عن العقيدة الصحيحة والمنهج الوسطي هو دفاع عن المربين الأجلاء واضعي مناهجنا الإسلامية أم هو دفاع عن النفس؟ أقول صباح الخير

إن الخوض في جدل الأديان والمذاهب 'شرباكة'، الداخل فيها مفقود والخارج مولود، فكل دين لا يقوم سوى على نقض الدين الآخر، وكل مذهب لا يهنأ له العيش بوجود مذهب منافس يدعي تمثيل نفس الدين، وفي ظل وجود حكومات تقحم صراعاتها السياسية في الحقل التربوي لن يجني المجتمع غير التفكك والتناحر الداخلي طال الزمان أو قصر
وما تم الكشف عنه من أسئلة موجهة بطريقة مكشوفة ضد طائفة معينة ليست سوى عينات لفرض الأمر الواقع على الجميع طالما أن عقيدة الأغلبية هي المسيطرة، وليس الدستور الذي حدد دين الدولة ولم يحدد المذهب، واحترم الأديان الأخرى ولم يحقر بالأديان غير الكتابية

من يظن أن خلاف المناهج الدراسية مضغوط بين الشيعة والسنّة واهم، فكلا الطرفين، وهما عندي سواء، لا يقبل بالآخر ولا يتحمل وجود المختلف عنه دينيا ومذهبيا وفكريا، فالتيار الشيعي من ناحية يعيش حالة من المزايدات وتقافز الطارئين حول أحقية تمثيله بعد دخول تيار المعارضة التقليدية إلى الثلاجة الحكومية، وإلا من يصدق أن النائب عدنان المطوع هو من فجر قضية الأسئلة الدينية والنائب المخضرم عدنان عبدالصمد يتفرج عليه؟

أما التيار السني فقد خرجت حرب البسوس التقليدية بين السلف والإخوان- ووزارة الأوقاف خير مثال- عن نطاق السيطرة منذ منتصف التسعينيات، حيث تفتّت السلف لسلفيات متناحرة، وظهر للإخوان من المستقلين من أخرجهم من ساحة البرلمان لولا النائب جمعان

إن مناهجنا الدراسية يجب أن تتسق مع الرؤية المعلنة بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، وهو ما يعني توجيه مسار التعليم في طريق العلوم التي تخدم ذلك المسار، وغرس مفاهيم التسامح والقبول بالآخر تمهيدا للانفتاح على أقوام وشعوب شتى في أديانها ومعتقداتها، وربما من لا دين له ولا معتقد، ومن يريد المزايدة ويقول كيف نتعامل مع النصارى والوثنيين والملحدين، نقول له تلفت قليلا لتجد أن الكويت رغم انغلاقها تعج بمئات الألوف من البشر ممن يختلفون معنا في كل شيء، وبعضهم يرعى أطفالنا نيابة عن أمهاتهم المسلمات

إن المركز المالي والتجاري يحتاج إلى منهج تعليمي يعزز قيم المواطنة والمساواة واحترام القانون، ولكن يا خسارة نحن ننفخ 'بجربة مقطوعة'
في الختام حياد الدولة مذهبيا- على الأقل- هو المطلوب فإما أن تخرج مدارسنا مواطنين بعقول نظيفة، وإما تتحول للمدرسة الحقانية في باكستان صانعة حركة طالبان التقدمية

الفقرة الأخيرة : من غير ضغوط نيابية لشد الحبل أكثر مما هو مشدود على بطن الجامعة ورقبة طلبتها، قرر الملا المدير تفعيل لائحة اللباس 'المختشي' لأنه على ما يبدو يسعى للتجديد له بمنصبه كما أوعز للجنة العمداء السلبية لكي تتحرك ضد ظواهر مصدرها إيميلات مجهولة الأسماء، يا طلبة الجامعة عبروا عن صوتكم اليوم في مهرجان الوسط الديمقراطي لرفض وصاية ملالي الجامعة عليكم