ربما نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يحن إلى زمن الأبيض
والأسود، ليس من اجل رخص الأسعار وسهولة الحياة ، ولكن من أجل سعة الصدر وصفاء النفوس، في زمن الأبيض والأسود عرض مسلسل كويتي فكاهي اسمه «محكمة الفريج» يرأسها القاضي عبدالحسين عبدالرضا وعلى يمينه المرحوم خالد النفيسي وخلفهم وقف ممثل يحمل ميزان العدالة بصورة مائلة، ومن اول لقطة في ذلك المسلسل حتى نهايته كانت الفكاهة والأغاني والقفشات تملأ اركان تلك المحكمة الهزلية التي لم يصدر قاضيها الفلتة حكما له علاقة بالعدالة او الحكمة
يومها لم يحتج قاض او ينتفض محام على محكمة الفريج ، وينقل الفنان القدير علي البريكي ان الأمير الراحل عبدالله السالم أبدى اعجابه بالمسلسل، وهاتف وزارة الإعلام مطالبا بالاستمرار فيه، لأن ما عرض كان حلقة واحدة لا تكملة لها، في ذلك الزمن كانت النفوس الصافية والقلوب العامرة بفرضيات حسن النية هي الغالبة ، وإلا من يزعل او يأخذ بخاطره من محكمة يرأسها بوعليوي ومستشاره بوصالح بياع الثلج
وفي يومنا هذا وزماننا زمان الخطوط الحمراء العريضة خرج علينا مسلسل مستنسخ من محكمة الفريج، والنسخة دائما اضعف من الأصل، والفرق هنا شاسع، هو مسلسل «حقك ضاع» الذي عرضته قناة الوطن، ومن عنوانه واعني من يمثل فيه ويتزعم بطولته يكفي ان نعرف مستوى المسلسل المتواضع، فهل يعقل يا جماعة ان من سبقونا لم يؤاخذوا محكمة الفريج ، وتأتون انتم اليوم لتضعوا رأسكم برأس بوخرشد وجوجو وبن هندي وبومشعل؟ سامحكم الله وأذكركم اذا عرض مسلسل محكمة الفريج من جديد، فلا تنسوا ان تحاكموا ابطاله بأثر رجعي