Thursday, October 27, 2011

نهضتي انحرفت

---
ختمت مداخلتي في الجلسة الحوارية “معرض الكتاب في الميزان” التي أقيمت في جمعية الخريجين الأسبوع الماضي بجملة: “كنا نسير بشكل جيد لكننا انحرفنا عن الطريق الصحيح”، وبعد نهاية الجلسة سألني أحد الحضور: هل كنت تقصد حال الثقافة والأدب فقط أم هي حالة عامة ؟ وجوابي له باختصار: “هو مشهد كامل لأن مشروعنا النهضوي لم يكن قائماً على قطاع بعينه، ولعل مناقشة قطاع واحد فقط يلخص حجم التراجع الذي نعيشه، وقد اخترت جامعة الكويت كونها أبرز عناوين نهضة الكويت الشاملة”
عاشت الجامعة عصرين: أحدهما عاصره الجيل المحظوظ والجيل الثاني الذي تورط فيه جيل “المقاريد” الذي عاصرته شخصياً ، العصر الأول فيه الكثير من الإجابات السهلة للأسئلة المعقدة التي نطرحها اليوم لكيفية النهوض بالجامعة من ناحية مستواها العلمي ووظيفتها في المجتمع
معادلة النجاح كانت بسيطة : وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ، وتمويل سخي ، وجذب عقول العلم والاستنارة ، والبعد عن التسييس ، وبناء عليه لم يكن من المستغرب أن يكون أول رئيسين من جامعة الكويت من مصر الشقيقة لأن الكويت في ذلك الوقت لا تتوانى عن الاستعانة بما تحتاجه من الخبرات، ووضعها في مراكز القيادة العليا
داخل هذا المثال المصغر، وهو الجامعة مثال أصغر يلخص تميزها العلمي ، وهو قسم الفلسفة، درة أقسام جامعة الكويت، نقول ذلك لأنه نجح في اجتذاب الفيلسوف العربي عبدالرحمن بدوي الذي أنتج عقله أكثر من مئة وخمسين إصداراً، والدكتور فؤاد زكريا أحد أعمدة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، والدكتور زكي نجيب محفوظ صاحب الفضل في تفكيك أعقد المسائل الفلسفية وجعلها في مدار تفكير القارئ العادي ، وأخيراً وليس آخرا تلميذ محفوظ ، وهو الدكتور إمام عبدالفتاح إمام الذي برع في مجال الترجمة للفلسفة والعلوم الإنسانية
تلك النخبة من العلماء درّست أحمد الربعي الذي عاد من جديد كأستاذ فلسفة ، وعلّمت تلميذ الفلسفة في الثمانينيات وأستاذها في التسعينيات عبدالله الجسمي والقائمة تطول وتطول
جيل “المقاريد” لحق على أول بدايات التراجع وانتعاش ظاهرة الدكتور “المضروب” الذي يحمل شهادة ولا يحمل علماً أو فكراً، وقبل التخرج بدأت أسمع عن الأستاذ الذي يشتري شهادة وصار علينا “أرسطو”، لحسن الحظ أنه في كل كلية قسم مميز وفي كل قسم لمحة من أستاذ “مجتهد”، ووفقت بأن تخصصي المساند هو علوم سياسية ، إذ درست على أيدي نخبة ممن تلقوا العلم في أرقى الجامعات الغربية ، منهم الأستاذ الذي بات صديقاً وهو عبدالله الشايجي (لا يغركم شكله فهو صاحب قلب أبيض)، والأستاذ الذي تحول إلى أخ كبير هو المرحوم أحمد البغدادي، والأستاذ حسن جوهر (نائب في البرلمان)، كما تعرفت بحكم نشاطي الطلابي والصحافي على كل من غانم النجار وفلاح المديرس وشملان العيسى ومعصومة المبارك وحامد العبدالله وندمت على أن تخصصي المساند لم يسعفني للدراسة لديهم ، أو لا أدري ربما رحمني الله منهم ، ولكن علاقتي مع جلهم متواصلة أو متوقفة عند حد الذكريات الجميلة التي لا تنسى مثل عشقي وحامد العبدالله لكنافة الطيباوي التي تجمع تحت مظلتها كل بروليتاريا بني نفط
في الختام لو لم نكن نعرف الطريق الصحيح لعذرتهم، ولكن يبدو أن انحرافنا متعمد

Thursday, October 20, 2011

ناصر 2006



---

تراكمت لدي المواضيع والأحداث، كل منها حل أوانه منذ زمن، حالة الأخ ضاري المير ووالده وليد الذي عوقب بقطع العلاج عنه وهو خارج الكويت لأن ولده ضاري ناشط سياسي ويحب وطنه بصدق وعفوية، تلك قضية تستوجب التركيز عليها لأنها مسألة إنسانية أولاً ومهملة إعلامياً بالدرجة الثانية، وقضية التعسف الرقابي ليس في معرض الكتاب فحسب ولكن طوال السنة، تستحق النقد والتداول ضمن نقاشات مستقبل الكويت الثقافي، خصوصاً بعد التطور التكنولوجي الذي جعل من الأدوات الرقابية خارج سياق العصر والعقل
هناك الكثير من القضايا لكن الحدث الجلل الذي وقع والطوفان القادم بعد العيد على أبعد تقدير سيجرفنا هذه المرة، إما إلى طريق جديد مجهول، وإما نعود من جديد إلى المربع الأول مع هموم متراكمة ونفوس مشحونة وحقوق مهدورة وأصوات مبحوحة، الله يستر

###
* أوائل التسعينيات عاد إلينا الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا بعمل كوميدي جديد هو “قاصد خير”، حشد فيه كتيبة كبيرة زخرت بألمع أسماء ممثلي البسمة وخفة الدم، القديم منهم والجديد، كان الضغط الشعبي على “قاصد خير” يفوق الوصف، لأن جمهور “بوعدنان” لا يريد منه مسلسلا كوميديا أقل من مستوى مسلسل “درب الزلق” الذي عبر تقلب الأزمان، وانتقل بخفة من جيل إلى آخر، ولا يزال الإقبال عليه مستمراً لما احتواه من خلطة سحرية لم يستطع أحد تكرارها من جديد. “قاصد خير” عندما عُرض للمرة الأولى كان مخيبا للآمال، على الأقل في المحيط الذي أعرفه، وهو بالمناسبة عبارة عن “مسجلات” تعيد “تسميع” مشاهد “درب الزلق” مع الفاصلة والأداء الحركي، بعدها بعدة أشهر أعيد بث “قاصد خير”، كنت ساهراً في شاليه مع الأصدقاء، وانضمت إلينا مجموعة أخرى من بينها صديق اسمه ناصر الشرهان “الله يذكره بالخير”. هذا الشخص نبهنا إلى نقطة مهمة هي أن مشاهدة “قاصد خير” مرة ثانية وثالثة بدون مقارنة مع “درب الزلق” وضغط نفسي كشفت له جوانب جديدة في المسلسل

أخذت كلام صديقنا ناصر على محمل الجد وطبقته، وبالفعل كانت الإعادة ممتعة اكتشفت فيها مشاهد وحركات و”قطات” قمة في الفكاهة والمرح. من يذكر شخصية “مرزوقة سيسم” الطقاقة الشعبية صاحبة القلب الأبيض وتأثيرها المدمر في سحق كل أزواجها الذين رحلوا الواحد تلو الآخر؟ من يذكر شخصية “مهيل محماس” الذي جرّب الغناء “بأنكر الأصوات” وفشل، ولكن كونه صاحب شخصية ديناميكية غيّر تخصصه إلى بيع الخضار والفواكه ونجح فيه أيما نجاح؟ ومن يذكر شخصية المزواج من الخدامات ولزمته المشهورة كلما سأل “مريحتك عمي” فيقول “وايد… وايد”؟ هناك مشهد الاجتماع الليلي للعم “أبو ردح” في القهوة مع أركان إمبراطوريته المالية لتعديل مسارها الاقتصادي والإنتاجي، أرجوكم تابعوا ذلك المشهد ولاحظوا الحوارات والضحكات التي خرجت على النص وأضفت عليه الجمال “مرة ونص”
بصراحة عندما طبقت قاعدة الإعادة على فيلم “ناصر 2006″ وجدته مليئا بالأحداث من كل نوع “مضحكة ومؤلمة ومبكية”، الحقيقة خرجت بنتيجة واحدة هي كيف سكتنا نحن كشعب طوال هذه المدة على سمو الرئيس، ولم نسكن “ميدان” ساحة الإرادة منذ أزمة تعديل الدوائر الخمس وحتى يوم أمس؟

Thursday, October 13, 2011

قرطاس ... البقاء لله


---

بهدوء تام، ووسط حضور لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة تم دفن مكتبة “دار قرطاس”، وهي في ريعان شبابها الذي لا يتجاوز السبعة عشر عاماً، ودفن معها خبر الوفاة ومسيرة عمل مضنية أثمرت خمسمئة عنوان موزعة ما بين كتب أصدرتها وكتب تبنتها وأخرى قامت بطباعتها
ليس خبر وفاة منارة علم وواحة أدب وثقافة في صحراء العرب المخضرة بالجفاف تجاه كل ما هو جديد ومختلف، والمزدهرة بثقافة الجذور والتفاخر بالأنساب، وما كان في غابر الأزمان، ليس ذلك هو الخبر على الإطلاق، فقبل “قرطاس” كانت “وكالة المطبوعات” التي انطلقت منذ بداية الخمسينيات وانطفأ نورها قبل أعوام قليلة، وقبلها “دار الربيعان” التي بدأت فعليا عملية التصفية للآلاف من الكتب القيّمة “بالكود”، لولا اللمسة الحانية من سمو أمير البلاد التي منحت الحياة لدار نشر محترمة بعد أن كادت تختفي
الخبر المؤلم والمزعج هو أن مصير المبادرات الثقافية للأفراد العاديين بات محتوما، وهو الفشل داخل واقع اجتماعي مشبع بالقيم الاستهلاكية، لا يشجع على القراءة ويستخف بكل ما له علاقة بالثقافة الجادة التي تبني إنساناً منتجاً وعقلاً راشداً وضميراً حياً، ولم يعد المجال مفتوحا سوى لطرفين: المؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة، وهذه تحمل اليوم الاسم والرخصة فقط للعمل داخل المجال الثقافي بعد تخلي الدولة عن مشروعها الثقافي من ناحية، وغرق تلك المؤسسات بالبيروقراطية والقياديين غير المعنيين بالشأن الثقافي، والطرف الثاني هم أصحاب الأعمال المهتمون بالثقافة ودعم المشاريع الإبداعية، وهؤلاء رغم دورهم المهم فهم يعملون وفق سياسات خاصة قد لا تنفع المجتمع
إن المبادرات الثقافية لا تحتاج بالضرورة إلى دعم مالي من الدولة، ولكنها تحتاج إلى بيئة ثقافية متكاملة من أركانها النظام التعليمي الذي يحث على عادة القراءة، وكلنا نذكر حصص المكتبة التي اختفت اليوم ودورها في صنع طالب يقرأ مواضيع خارج المنهج ويستمتع بها، وهناك مكتبة المنزل التي أصبحت من لوازم الديكور مع التلفزيون ومشغل الأقراص المدمجة، وهنا أسأل: هل الفرد الذي يولد في منزل فيه مكتبة، ووالدان يحبان القراءة مثل الفرد الذي لم يعرف شكل الكتاب سوى في المدرسة؟
وتأتي المشاريع الثقافية التي ترعاها الدولة أو أصحاب الأعمال لتكمل الدور في تحريك الساحة الثقافية والأدبية والعلمية، وتوجد صلات الشراكة مع دور النشر، وتخلق حالة المنافسة للفهم أو تقديم الأفضل
“دار قرطاس” والمدح في الميت له مصداقية كبيرة، ليست فقط دار نشر تطبع ما يعرض عليها كأي مطبعة تجارية، وليست مكتبة تبيع أعمال تركي الحمد وعبده خال ونجيب محفوظ وباولو كويليو إلى جانب الأقلام ومساطر قلوب الحب وكراسات “سبونش بوب” و”شنط هاري بوتر”، وليست مقهى فاخراً يبيع كتب البن مع الكتب المصقولة، إنها دار نشر تنويرية لا يصدر عنها غير الكتب التي تستحق أن توصف بأنها كتب، ومكتبة تبيع أجود الكتب المحلية والعربية والدولية في مواضيعها ومستواها، ومجلة قد تكون هي الأولى التي تصدر في الخليج العربي وتعنى بعالم الكتاب، وأخيراً هي مؤسسة ثقافية شجعت المؤلفين الجدد على طباعة أعمالهم المميزة بدون مقابل
لقد رحلت “دار قرطاس” إلى الأبد ودفن معها كما ذكرت خبر وفاتها الذي لن يكون له مكان للنشر أو الانتشار بين أخبار الكوادر ومعارك التحدي السرمدي بين سلطتين لا تستحق أي واحدة منهما البقاء ساعة واحدة

Saturday, October 1, 2011

اعلان الفساد دمر البلاد

الزملاء الأعزاء مدونين ومدونات هذا اعلان المهرجان الخطابي - الفساد دمر البلاد - في جمعية الخريجين يوم غد الأحد

بمنطقة بنيد القار بين جمعيتي المهندسين والمحامين الساعة 7:30

أتمنى فضلا لا أمرا أن تنشروه في مدوناتكم حتى يصل لأكبر عدد من الناس

وشكرا مقدما على تعاونكم