Monday, November 30, 2009

أين فرحة العيد؟

عيد ناقص : قد لا تمثل هذه الأمور شيئا لدى شعب مكاري ولكن هذا العيد فاقد حلاوة اجواء الحرية
كاتب محجوز في النيابة
تهديد المدونات
ملاحقة محامي أبدى رأيه في نشاط سياسي علني
وقبلها الكثير فقط في عام 2009
---



غادر ارض الكويت في عطلة عيد الفطر الماضي اكثر من مائة الف مواطن برا وجوا وربما بحرا، وكأن البلد أصيب بوباء فتاك، أو ان الدولة تحملت مصاريف كل الراغبين بالسفر

الهروب الكبير
الكويتيون لا ينتظرون عادة متى يحدد ديوان الخدمة المدنية مواعيد العطل الرسمية، فقرار السفر أو الهروب من الكويت أمر مدبر، وتذاكر السفر مطوية في الجيب العلوي، والأعذار الطبية محسوب حسابها، ولهم في كل وزارة قدوة حسنة من كبار المسؤولين ورفاقهم، وفقط لتأتي الاجازة مهما كانت قصيرة كي نشهد كثافة الحركة في مطار الكويت أو منفذي النويصيب والسالمي


هذا الوضع هو الشيء الجديد الذي تعيشه الكويت منذ عشرين عاما مضت، بعد ان حوربت بضراوة كل اسباب الفرح في الكويت منذ التحرير وحتى اليوم، فإذا كان السفر في الصيف يتم لارتفاع درجات الحرارة فبماذا نفسر هروب الناس في أوقات اعتدال الطقس مثل هذه الأيام، وخاصة شهر فبراير الذي تحل فيه اعياد التحرير والاستقلال؟ بالتأكيد هناك اسباب

ان الكويتيين في الخارج يذهبون الى المسارح ولديهم في الكويت مسارح، ويقصدون دور السينما والبلد مليء بدور السينما، فما الذي يبحثون عنه بالضبط، هل المسألة محصورة في المحرمات فقط؟ بالتأكيد الجواب كلا، لان جمهور المسافرين في الغالب مكون من العائلات التي تكون محافظة ضمن هذا الاطار الاجتماعي المقيد

وبالتالي هم يبحثون عن اي فرح خارج الوطن، وكأن الفرحة تكمن في الابتعاد وليس في التمتع بكل ما ينقصنا ونجده في اماكن اخرى

ان الحفلات بالكويت لم تمنع ولكنها جففت حتى تحولت الى مجالس عزاء، والمعضلة ليست بإقامة الحفلات، ولكن الخوف هو الوقوع في شراك الضوابط الثلاثة عشر التي صممها الخوف السياسي، وأطلقت مفاعليها وزارة الإعلام في زمن الرجفة والارتعاش، وعاما بعد عام تراجعت أنشطة الفرح بالعيد حتى انها شملت مهرجان الفرح الصريح هلا فبراير الذي تخلت عنه الدولة، وجلست تتفرج عليه، وهو يذبح بسكين الندوات الدينية المصاحبة
حتى فرحة أهل الثقافة الجادة والفكر والفن الرصين لم توجد في مهرجان القرين الثقافي ومعرض الكتاب الذي انتهى أخيرا سوى عرس كبير يرقص فيه مقص الرقيب وحده على انغام كتب منال العالم للطبخ، وكتيبات الفرقة الناجية من النار. وأما روايات عبدالرحمن منيف وتركي الحمد فقد احرقها هولاكو أمام صالة رقم ستة

فأين الفرحة في العيد وغيره؟ لنبحث في الضوابط، إنها من حولنا وفي كل مكان، نحن نريد فكاك أصحاب القرار من أسر مشايخ ونواب التحريم، لأن صوتهم مسموع وسريع التأثير وآخر انجازاتهم اغلاق المقاهي ومحاصرة تدريب مادة الموسيقى
إن المشكلة ليست صراعا بين فريق يطالب بفتح الأبواب لكل ما هو رصين ورفيع المستوى من فن وطرب وثقافة وأدب، وبين فريق يبحث عن كل ما هو هابط وساقط، بل المشكلة هي فيمن لا يقبلون بوجود ذلك النمط من الأشياء وخاصة فيما يدعم الفكر المستنير والبحث عن الحقائق من خلال البحث والتساؤل والمقارنة، وعليه يتعين علينا أن نفهم أن المشكلة ليست ببعض المسلسلات والأفلام في التلفزيون مثلا، بل المشكلة في وجود التلفزيون نفسه

ان الصراع الحقيقي في الكويت يتمثل في فريق صغير منظم وقوي، يريد فرض رؤاه وأفكاره ومعتقداته الخاصة على شعب متسامح بمجمله، وسلطة سياسية تفتقر إلى القدرة والإرادة على الانحياز لصورة الدولة الديموقراطية المدنية التي رسمها الدستور بما يتطلبه ذلك من الحزم في تطبيق القانون على الجميع والوقوف مع جميع التوجهات السياسية على مسافة واحدة، وأخيرا تيار مدني ضعيف ومفكك وعاجز عن التأثير في الناس

ونتيجة لمثل هذه الأوضاع المختلفة لن يكون للفرحة الحقيقية في الكويت حضور قريب حتى تعود إلى الدولة هويتها المفقودة ونكهتها الكويتية المميزة، وأخيرا فإننا نتساءل كم سيبلغ عدد الهاربين من الكويت خلال عطلة عيد الأضحى المبارك؟ وكم من الموظفين سيمدد أجل تلك العطلة أكثر من موعدها المقرر؟

4 comments:

عين بغزي said...

بوركت يمينك علي هالكلام الطيب علي الرغم من تحفظي علي مقص الرقيب في معرض الكتاب
الا ان مجمل المقاله ممتاز

Shaikha said...

لا شيء يعود كما كان !

، شيء من الحقيقه
رغم اني اختلف معاك اختلاف بسيط في بعض النقاط الصغيره جداً ..

لكن مقال جميل فعلاً
قواك الله

إبراهيم المليفي said...

عين بغزي

يكفيني شرفا انك تابعت وقرأت ما كتبته

إبراهيم المليفي said...

Shaikha

الله يقويك والنقد مفيد لتحسين الاداء وتفتيح الذهن لما غاب عنه