Monday, September 14, 2009

الإفتتاحية المؤلمة







لم يرد على افتتاحية « القبس » الموجعة
والمرفوعة الى المقام السامي، أكثر من كتّاب «القبس» المنتمين للسلف والإخوان، والمجاملون لهم. وهذه نقطة تحسب لـ «القبس» لدلالتها على اتساع صدرها للرأي الآخر، وفرصة جيدة لكي تفسر للبعض معنى اعتدال «القبس» الذي ظنوه كاعتدال الحكومة التي تحميهم وترعاهم، وليس سلك الطريق الصريح الذي تعشقه الحقيقة دوما، ولأن تلك الصراحة جاءت من «القبس» فقد آلمت القريب قبل البعيد والصامت قبل الهاذر
وكان يوم نشر تلك الافتتاحية مشهودا، إذ تبعه تهاوي مقالات الاستنكار والتشنيع والاتهام، وغالبها يبدأ بـ«هالني» أو «صدمت اليوم». أحدهم يقول ان السلف والإخوان هما من النسيج الاجتماعي للكويت، ونسي أن فكر كلا الجماعتين مستورد من الخارج وقد يكون صالحا للمكان الذي نشأ فيه، فمن أين أتت هذه الفرضية؟ كاتب آخر رأى ان افتتاحية «القبس» تريد تقويض امتداد التيار الديني في الكويت، والحقيقة كما نراها ان التيار الديني تراجع ذاتيا رغما عنه وعن راعيه وصانعه بعد موقفه المشين من قضية الكويت العادلة ابان الغزو العراقي، وبعد التحرير تساقطت هيبة وقدسية ذلك التيار بين الناس بعد ان عاينوا نوابه في البرلمان ورموزه في كل مكان، الا انه لا يزال على حجر الحكومة، وما طلبته «القبس» لم يتجاوز الحق والعدل بأن يعاد التيار الديني الى حجمه الطبيعي بعد ان تحول الى بيئة حاضنة للأفكار المتطرفة والآكلة في أساسات الدولة الدستورية
لقد ذكرتني افتتاحية «القبس» بسؤال قديم وهو: ما موقف مجلتي السلف والإخوان، وهما «الفرقان» و«المجتمع» لو جاء رد على احدى افتتاحيات تلك المجلتين ولن أقول من كاتب ليبرالي ولكن من تيارهم نفسه المبارك؟ فهل سيرى ذلك الرد النور أبدا؟ الجواب: « الجهاز مغلق أو خارج منطقة التغطية»

2 comments:

شقران said...

أخي العزيز ابراهيم المليفي


مساك الله بالخير والنوير
:)

حقيقة استوقفتني جملتك التالية :"أحدهم يقول ان السلف والإخوان هما من النسيج الاجتماعي للكويت، ونسي أن فكر كلا الجماعتين مستورد من الخارج وقد يكون صالحا للمكان الذي نشأ فيه"ء


فكر كلا الجماعتين مستورد!؟


عفوا...وهل الفكر الليبرالي أوالقومي أوالوطني أوالاشتراكي أو حتى الشيوعي-الذي كان موجودا في ستينيات القرن المنصرم في الكويت- نابعة من مفكرين كويتيين؟



عزيزي إن كنت تؤمن بالحرية،،،فالأفكار لا وطن لها ، ويتبنّاها من يتبنّاها



لك مني أجمل وأرق التحايا

إبراهيم المليفي said...

شـقــران

مساك الله بالنور
ومبارك عليكم العيد مقدما

اشكرك على التفاعل مع ما كتبناه
وجوابا على سؤالك يسرني أن اوكد لك بأن الأفكار لا وطن لها كما ذكرت
وانا اتفق معك تماما
ولكن ما يناسب تفكيرنا في الكويت هو الذي يبقى وما هو غريب علينا او متعارض مع هويتنا ومكوناتنا الثقافية
يبقى ويستمر
لذلك لم يعمر الفكر الشيوعي ولم ينتشر
وظل الفكر السلفي المتشدد والاخواني المتلون محصورا عند فئة قليلة من الناس
ولولا تسهيلات السلطة واندماج الديني بالقبلي لوجدت ان حالهم لا يختلف عن الشيوعيين
اما بالنسبة للباقي
فهو كالتالي
الفكر القوى حلم لدى العرب صيغ بصورة مقبولة لدى الشارع العربي ونطق به زعيم ذو كاريزما
فلما انكسر الحلم ورحل الزعيم عاد كل شيى الى مكانه القديم

الفكر الليبرالي لا يوجد اصلا فكر ليبرالي
والا ارتحنا في تحديد حجمه ولونه وطعمه

عزيزي
في الكويت شعب جبل على التسامح وسعة الصدر وهذه التركيبة كتبت ملامحها في الدستور واي شيء يتعارض مع الدستور نحن ضده

شكرا