خلال أحداث ذلك المسلسل سألت نفسي، والعياذ بالله، ماذا لو فكر جهاز 'الموساد' في تجنيد جاسوس كويتي؟ الجواب لم يتأخر، فما الأشياء التي تستحق لقب أسرار يمكن أن تخيف الصهاينة منا، فنحن ولله الحمد نعاني وفرةً في الشفافية و'الهذرة'، والصحافة تنشر كل شيء والوزراء هم المخبرون، وإذا 'نشفت' فالمواقع الإخبارية والمدونات السياسية 'عند وجهك'، الشيء الوحيد الذي لن يعرفه أحد هو: أين تذهب الأموال المسروقة من المال العام؟ إنني هنا أحذر 'الموساد' وأقول لهم يا ويلكم، فأنتم لا تعرفون أطباع وأطباق الإنسان الكويتي جيداً.
لا تستغربوا عدم حصولكم على تقارير منتظمة لأن حضرة العميل زعلان، لأن رقم ملفه المتسلسل لديكم 'مخربط ومو كشخة'، أو يمكن لأنه مسافر إلى بانكوك أو أغادير 'يغيَّر جو'، 'لا تنتفوا الوصلات المتدلية بقرب أذنيكم لأن عميلكم الكويتي أرسل لكم تقارير منسوخة عن تداولات البورصة أو أسعار الخضار والفاكهة لأنه يبحث عن مكافأة إضافية، وكل ما سبق يهون إذا ما عرفتم أن صاحبكم لن يحتفظ بسركم طويلاً، لأن أول من سيعرف هم 'ربعه' في الديوانية، وعليكم الحساب
***
عندما أقلعت كأس النائب خلف دميثير نصف الممتلئة من يده بأمر باتجاه رأس زميله النائب علي الراشد، لم يزعم أحد أن سبب أول حادثة رشق يدوي تمارس في مجلس الأمة، سببها الصحافة ووسائل الإعلام، وعندما خرجت عبارة 'سد بوزك' الموسيقية من فم وزير الداخلية رداً على النائب خالد الطاحوس، لم تكن الصحافة هي من لقنت الوزير نص حواره، وهل كتب رئيس مجلة 'المجتمع بوست' أو 'الفرقان تايمز' نص حوارات النائب الإسلامي الذي وصف المنادين بإقرار حقوق المرأة السياسية بأنهم ينادون بالمثلية وانتشار اللقطاء؟ أم خرجت من لسانه الكلمات كما التصقت بذاكرته منذ أيام المخيمات الربيعية وأشرطة كاسيت أبو نباطة؟ وحده رئيس مجلس الأمة يرى أن وسائل الإعلام هي مشكلة المشاكل وليس الحكومة أو المجلس، السؤال: هل إغلاق كل وسائل الإعلام هو الحل الذي سيدفع عجلة التنمية، أم سيخرج علينا الرئيس بمقولة إن الشعب هو مشكلة المشاكل فنضطر حينها للنزوح إلى دول الجوار ليبقى الرئيس وحده يعمل على كل مشاريع التنمية، ثم نعود من جديد إن كانت لنا عودة؟
الفقرة الأخيرة: خروج جريدة ' أوان' من الساحة الإعلامية يؤكد مقولة أننا نعيش في زمن ' أبوالليف '، حيث التفاهة مطلوبة والردح والشتم هما الطبق الرئيسي على موائد ما يطلبه الجمهور، لقد سقطت 'أوان' لترتفع بيارق 'أبوالليف'
No comments:
Post a Comment