الله يرحمك يا دكتور عثمان عبدالملك لما كتبت عن أهمية الرأي العام الحر المستنير :
=====
إن مكامن الحرية هي : ضمائرٌ حية ، و قلوبٌ زكية ، و عقول ذكية.
فإن خمدت روحها في مكامنها ، فلا دساتير تنفع و لا قوانين تردع و لا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر و القسر و الإستبداد و الحجر.
فينكمش الصدق و ترتفع هامات الكذب و تتوارى الشجاعة و يسود الجبن و ينزوي الوفاء فتنشط الخيانة و ينكس العدل رأسه و يعم الظلم و تتعالى صيحات النفاق و تغني شياطينه ، على أنغام الطبقية و المحظوظية و المحسوبية ، قصائد المدح الوثني الذي يمتهن آدمية الإنسان و يزري بالمادح و الممدوح و يتغذي على هذه الثمار الخبيثة أبالسة النفاق و سادة المشعوذين المسبحين ، قياماً و قعوداً و على جنوبهم أبان الليل و طوال النهار ، بذكاء المستبد و فطنته و نفاذ بصيرته فيجمد الفكر و يشرد الذكاء و ينمحي الإبداع و يقع المجتمع كله في عثرة قاتلة مهلكة تودي به الى قعر التدني و قاع الهبوط و تدفع به الى أسفل سافلين.
أما إذا عاشت الحرية حقيقة في الضمائر و الأفئدة و الأذهان ، فليست بحاجة الى دساتير و لا قوانين و لا محاكم ، لتنبت شجرة تخرج شطأها فيستغلظ فتستوي على سوقها ..
تورق الخير ، و تزهر المحبة و تثمر الأمان ، وارفة الظلال ناشرةً للعدالة رافعةً للهضيمة راعيةً للسلام ..
يحصحص الحق فوقها و يصدع ، و يزهق تحتها الباطل و يدمغ ، فتولي من حولها أبالسة الأخلاق و شياطين المنتفعين فزعة مذعورة هاربة ، فتكسي النفس بنور الخير ، و تسارع الى ساحاتها أخلاق الحرية و مبادئ المساواة في موكب مهيب ، أمامه الشجاعة و الصدق ، و من خلفه الأمانة و الوفاء ، و من بين يديه الرحمة و المحبة و العدالة ، فيعود الفرد بشراً سوياً من حيث جوهره النفسي و حقيقته الروحية التي فيها نفحة آلهية جعلته أهلاً لن تقع له الملائكة ساجدين ، و بأن يكون خليفة الله في الأرض ، ليعمرها بإسم الله مهتدياً بإرشاداته في الحكم بالحق و مراعاة العدل و إفاضة الخير و البر ، شجرةٌ مباركة لا شرقية و لا غربية ، يغمرها نوران : نور الحرية و العقل .. و نور المساواة و العدل .. و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
1 comment:
الله يرحمك يا دكتور عثمان عبدالملك لما كتبت عن أهمية الرأي العام الحر المستنير :
=====
إن مكامن الحرية هي : ضمائرٌ حية ، و قلوبٌ زكية ، و عقول ذكية.
فإن خمدت روحها في مكامنها ، فلا دساتير تنفع و لا قوانين تردع و لا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر و القسر و الإستبداد و الحجر.
فينكمش الصدق و ترتفع هامات الكذب و تتوارى الشجاعة و يسود الجبن و ينزوي الوفاء فتنشط الخيانة و ينكس العدل رأسه و يعم الظلم و تتعالى صيحات النفاق و تغني شياطينه ، على أنغام الطبقية و المحظوظية و المحسوبية ، قصائد المدح الوثني الذي يمتهن آدمية الإنسان و يزري بالمادح و الممدوح و يتغذي على هذه الثمار الخبيثة أبالسة النفاق و سادة المشعوذين المسبحين ، قياماً و قعوداً و على جنوبهم أبان الليل و طوال النهار ، بذكاء المستبد و فطنته و نفاذ بصيرته فيجمد الفكر و يشرد الذكاء و ينمحي الإبداع و يقع المجتمع كله في عثرة قاتلة مهلكة تودي به الى قعر التدني و قاع الهبوط و تدفع به الى أسفل سافلين.
أما إذا عاشت الحرية حقيقة في الضمائر و الأفئدة و الأذهان ، فليست بحاجة الى دساتير و لا قوانين و لا محاكم ، لتنبت شجرة تخرج شطأها فيستغلظ فتستوي على سوقها ..
تورق الخير ، و تزهر المحبة و تثمر الأمان ، وارفة الظلال ناشرةً للعدالة رافعةً للهضيمة راعيةً للسلام ..
يحصحص الحق فوقها و يصدع ، و يزهق تحتها الباطل و يدمغ ، فتولي من حولها أبالسة الأخلاق و شياطين المنتفعين فزعة مذعورة هاربة ، فتكسي النفس بنور الخير ، و تسارع الى ساحاتها أخلاق الحرية و مبادئ المساواة في موكب مهيب ، أمامه الشجاعة و الصدق ، و من خلفه الأمانة و الوفاء ، و من بين يديه الرحمة و المحبة و العدالة ، فيعود الفرد بشراً سوياً من حيث جوهره النفسي و حقيقته الروحية التي فيها نفحة آلهية جعلته أهلاً لن تقع له الملائكة ساجدين ، و بأن يكون خليفة الله في الأرض ، ليعمرها بإسم الله مهتدياً بإرشاداته في الحكم بالحق و مراعاة العدل و إفاضة الخير و البر ، شجرةٌ مباركة لا شرقية و لا غربية ، يغمرها نوران : نور الحرية و العقل .. و نور المساواة و العدل .. و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
=====
رحمة الله على رجال الدولة الحقيقيين
Post a Comment